خبراء يستعرضون أدوار المعارف النسائية في تحقيق الأمن الغذائي بالمغرب - اليوم الإخباري

0 تعليق ارسل طباعة

“أي دور للمرأة ولمعارفها في تحقيق الأمن الغذائي؟”؛ سؤال انطلق منه خبراء قدموا مداخلاتهم في إحدى جلسات العمل المنظمة على هامش الندوة التي نظمتها مبادرة “المثمر” التابعة للمكتب الشريف للفوسفاط، بشراكة مع كلية الزراعة وعلوم البيئة التابعة لجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، اليوم الثلاثاء بمراكش، ليؤكدوا أهمية دور النساء في هذا المجال وضرورة تضافر جهود مختلف المتدخلين لمواجهة التحديات والمتغيرات التي تؤثر على هذا الدور.

في هذا السياق، قالت لبنى شكار، مسؤولة برنامج “ElleMoutmir”، في مداخلته:، إن “المعارف النسائية في المجال الزراعي مهمة جداً وتلعب أدواراً كبيرة في ضمان الأمن الغذائي، خاصة في العالم القروي”، مضيفة أن “معرفة المرأة القروية بمختلف التقنيات الزراعية والأنشطة المعيشية والإنتاجية يجعل منها مساهماً أساسياً في تحقيق الأمن الغذائي وإدارة الأزمات الناجمة عن التغيرات المناخية”.

وأكدت المتحدثة أن المساهمة الفعالة للنساء القرويات في هذا المجال وأدوارهن في توفير الغذاء لمجتمعاتهن القريبة أو البعيدة، يفرض “تضافر جهود مختلف المتدخلين وأصحاب المصلحة، بمن فيهم التعاونيات النسوية والباحثون والمؤسسات الجامعية والقطاع الخاص، من أجل التعريف بهذه المعارف الزراعية النسائية والعمل على نقلها إلى الأجيال القادمة لضمان استدامة مساهمة المرأة في تحقيق الأمن الغذائي لمجتمعها”.

وتابعت: “نعمل في مبادرة المثمر على تناقل هذه المعارف بين مختلف الأجيال، إذ قمنا في أبريل الماضي بإطلاق برنامج يستهدف تبادل التجارب والخبرات والممارسات الزراعية الفضلى بين نساء العالم القروي اللواتي نراهن على تطوير معارفهن لمواجهة التحديات المطروحة على الساحة اليوم، وفي مقدمتها تحدي التغير المناخي”.

منال مهادا، أستاذة مساعدة بكلية الزراعة وعلوم البيئة التابعة لجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، قالت إن “المرأة تساهم بشكل مباشر في الأمن الغذائي؛ كونها تحفظ التنوع البيولوجي، وهناك مجموعة من الأمثلة الدالة على ذلك، مثل اختيارها لنوع معين من البذور دون غيره”، مسجلة أن “موضوع الأمن الغذائي هو موضوع معقد يضم العديد من المتدخلين، غير أن المرأة تظل حاضرة وبقوة ضمن هؤلاء المتدخلين”.

وشرحت منال أن “المرأة الريفية تقوم بتوظيف واستعمال مجموعة من المواد الأولية لإنتاج أو زراعة منتجات قابلة للاستهلاك، اعتماداً على معرفتها بعدد من التقنيات، وعليه يمكن القول إن المرأة تساهم في تحقيق الأمن الغذائي من خلال معرفتها بالتقنيات الزراعية”، مشيرة إلى أهمية مواكبة النساء وتطوير معارفهن في هذا المجال.

في السياق نفسه، سجلت مليكة بونفور، مستشارة لدى منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو)، أن “المرأة تُعد حارسة للأمن الغذائي في مجتمعها من خلال الممارسات والمعارف التي اكتسبتها”، مضيفة: “هناك نساء لديهن خبرة في البحث عن الأعشاب، والتمييز بين النافعة منها والضارة، وأخريات لديهن مهارات متوارثة في صنع الأجبان، وهذا كله يدخل ضمن مفهوم الأمن الغذائي”.

وأشارت بونفور إلى أن العديد من الأنشطة التي كانت تعتمد فيها المرأة على معرفتها ومهاراتها قد تراجعت بشكل كبير بسبب التغير المناخي والجفاف، موضحة أن “عدد النساء اللواتي كن يجمعن الأعشاب في الجبال ليس كما كان نتيجة توالي سنوات الجفاف”، مشددة على أهمية إيجاد آليات لمواجهة مثل هذه التحديات، وضمان استدامة مساهمة المرأة في الاقتصاد المحلي والأمن الغذائي.

أخبار ذات صلة

0 تعليق