عاجل

أسطورة الأوبرا راينا كابايفانسكا تقترب من التسعين - اليوم الإخباري

0 تعليق ارسل طباعة

طالما صُنفت البلغارية راينا كابايفانسكا من أبرز السوبرانو في جيلها، وأهم مَن أدّى أوبرا توسكا بعد ماريا كالاس، وهي لا تزال تحظى بأهمية كبيرة في مجال الأوبرا رغم اقترابها من سن التسعين.
يعود آخر أداء لكابايفانسكا على المسرح إلى عقد تقريباً، لكنّ تأثيرها في الأوبرا يستمرّ من خلال دروسها السنوية التي توفرها في صوفيا وتُرشد فيها النجوم الشباب.
وتقول كابايفانسكا التي تبلغ التسعين في ديسمبر/ كانون الأول المقبل: «عندما انتهت مسيرتي الفنية، شعرتُ بضرورة الاستمرار في عالم الموسيقى».
وتضيف: «حياتي هي الموسيقى؛ إذ إنها تمنح الطاقة والإلهام، وأهم من ذلك تصنعك كشخص».
وعندما يتناوب طلابها للتدرب على مقاطعهم الموسيقية للحفلة الختامية هذا العام في صوفيا، لا تكتفي بمتابعتهم بل تعطيهم توجيهاتها من خلال حركات بشفاهها ويديها داخل القاعة المظلمة.
فتترك فجأة مقعدها ويداها تتمايلان بلطف لتوجيه إحدى المغنيات خلال الأقسام الأكثر صعوبة.
وتقول ضاحكة: «أنا كبيرة في السن ولا أخفي ذلك مطلقاً. لكن هذا يمنحني قوة كبيرة للعمل مع الشباب»، مضيفة، «أطمح إلى أن أوجّههم نحو المسار الصحيح».
إلى جانب بافاروتي
ولدت كابايفانسكا عام 1934 في مدينة بورغاس المطلة على البحر الأسود، وتعلمت في طفولتها العزف على البيانو. ثم لاحظت إحدى المعلمات في مدرستها الثانوية في صوفيا موهبتها الغنائية وأدخلتها في الجوقة.
ويعود أوّل ظهور لها على المسرح إلى عام 1957 في أوبرا صوفيا، وبعد عامين انتقلت إلى إيطاليا حيث قدّمت عروضاً في دار أوبرا لا سكالا الشهيرة في ميلانو، وسرعان ما صنعت اسماً لنفسها.
واصلت إبهار الجماهير في أنحاء العالم؛ إذ أدّت أدواراً في أعمال أوبرالية شهيرة مثل توسكا ومدام باترفلاي، وتشاركت المسرح مع الإسباني بلاسيدو دومينغو، والإيطالي لوتشيانو بافاروتي الذي كان صديقاً مقرباً لها وتعاون معها.
وقد طلبت منها عائلته افتتاح قداس جنازة التينور الكبير عام 2007 في مودينا، حيث أدّت ترنيمة «آفي ماريا» بطريقة مؤثرة.
وكانت كابايفانسكا الجميلة جداً ممثلة موهوبة أيضاً.
وقبل نصف قرن، انبهر جورج تيكيف عندما شاهدها وهي في التاسعة تؤدي دور الملكة إليزابيث في أوبرا «دون كارلوس» لفيردي.
وبعد مرور خمسة وعشرين عاماً، طلب منها الأكاديمي إعطاء دروس في الجامعة البلغارية الجديدة (NBU).
ويقول المدير التنفيذي للجامعة البلغارية الجديد عن تعاونهما الطويل: «أولاً والأهم هي أنها ملهمة جداً، وذات شأن كبير»، مضيفاً أنّ «الحفاظ على مثل هذه المعايير العالية يتطلب جهداً كبيراً».
«وُلد ليغنّي»
شارك أكثر من مئتي طالب من مختلف أنحاء العالم في الدروس التي توفرها كابايفانسكا كل خريف منذ عام 2001 في صوفيا.
وواصل نصفهم تقريباً الدراسة معها في كليات إيطالية كثيرة بموجب منح دراسية وفّرها صندوق يحمل اسمها.
ومن بين الأشخاص الذين ارتادوا «مدرسة كابايفانسكا» السوبرانو الإيطالية ماريا أغريستا، والكورية الجنوبية فيتوريا، والأوكرانية صوفيا سولوفي، والتينور الإيطالي أندريا كير، والباريتون الكوري الجنوبي سيمون ليم.
وحضر هذا العام أكثر من 90 مغنياً إلى اختبارات الأداء لـ14 مكاناً فقط.
وتقول كابايفانسكا: «المطلوب هو الموهبة. الموهبة تعبّر عن كل شيء».
وتضيف، «إنّ الموهبة ليست مجرد قدرات طبيعية، ولكنها أيضاً القدرة على رؤية العالم بطريقة مختلفة. فالشخص (الموهوب) يكون ببساطة مولوداً ليغنّي».
حتى بالنسبة إلى الموهوبين جداً، ليس من السهل كسب العيش؛ «لأن الفن لم يعد يحمل لدى الجمهور الأهمية التي كان يتمتع بها منذ سنوات».
وتقول الطالبة بايا ساغانيليدزه، وهي مغنية ميزو سوبرانو من جورجيا تبلغ 30 عاماً، إنّ نجمة الأوبرا «تعلمنا كل شيء، كيف نغني، كيف نعيش، كيف نؤدّي دوراً معيناً للجمهور».
وتضيف: «نفكر دائماً في الشخصيات والمؤلف الموسيقي، ونناقش كل التفاصيل معها».
ويقول الروماني باس أندريه ميكيليا (25 عاماً)، وهو طالب آخر، إن المشاركة في دروسها «شرف عظيم لي».
ويتابع، «نتعلم منها، ولكننا نتعلم أيضاً من بعضنا. لدينا قول مأثور في هذا المجال: عليك أن تسرق من الجميع».

أخبار ذات صلة

0 تعليق