الأمم المتحدة تؤكد أن الدبابات الإسرائيلية اقتحمت بوابات قاعدة قوات حفظ السلام - اليوم الإخباري

0 تعليق ارسل طباعة

قالت الأمم المتحدة يوم الأحد إن دبابات إسرائيلية اقتحمت بوابات قاعدة لقوات حفظ السلام التابعة لها في جنوب لبنان، في أحدث اتهام لإسرائيل بانتهاكات واعتداءات ندد بها حلفاء إسرائيل أنفسهم.

ودعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأمم المتحدة إلى إجلاء قوات قوة حفظ السلام التابعة لليونيفيل من مناطق القتال في لبنان. وبعد ساعات، أبلغت القوة عن ما وصفته بانتهاكات إسرائيلية إضافية، بما في ذلك قيام دبابتين إسرائيليتين من طراز ميركافا بتدمير البوابة الرئيسية لقاعدة عسكرية ودخولها عنوة قبل فجر ذلك اليوم.

وأضافت أنه بعد فترة وجيزة من مغادرة الدبابات، انفجرت قذائف على بعد 100 متر، مما أدى إلى انبعاث دخان تصاعد عبر القاعدة وأصاب أفراد الأمم المتحدة بالمرض، مما تسبب في حاجة 15 منهم للعلاج رغم ارتدائهم أقنعة واقية من الغازات. ولم يذكر البيان الجهة التي أطلقت القذائف أو نوع المادة السامة التي يشتبه في أنها أطلقتها.

كما اتهمت الجيش الإسرائيلي بإيقاف قافلة لوجستية. ولم يرد الجيش الإسرائيلي على الفور على البيان.

وقالت قوة الأمم المتحدة إن ”أي هجوم متعمد على قوات حفظ السلام هو انتهاك خطير للقانون الإنساني الدولي والقرار 1701“. وأضافت: ”إن تفويض اليونيفيل ينص على حرية حركتها في منطقة عملياتها، وأي تقييد على ذلك هو انتهاك للقرار 1701. لقد طلبنا تفسيراً من الجيش الإسرائيلي لهذه الانتهاكات المروعة“.

وفي بيانه السابق الموجه إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، قال نتنياهو ”لقد حان الوقت لسحب قوات اليونيفيل من معاقل حزب الله ومن مناطق القتال“.

وأضاف: ”لقد طلب الجيش الإسرائيلي ذلك مرارًا وتكرارًا وقوبل بالرفض المتكرر، الأمر الذي أدى إلى تزويد إرهابيي حزب الله بدروع بشرية“.

وينفي حزب الله المدعوم من إيران، والذي تقاتله إسرائيل على الأرض منذ أن شن توغلاً في بداية الشهر الجاري، اتهام إسرائيل له باستخدام قرب قوات حفظ السلام للحماية.

وكان الصراع بين إسرائيل ومقاتلي حزب الله قد استؤنف قبل عام عندما بدأ الحزب بإطلاق الصواريخ على شمال إسرائيل دعماً لحماس في بداية الحرب على غزة.

وقد أصيب خمسة جنود من قوات حفظ السلام في سلسلة من الغارات في الأيام الأخيرة، والتي ألقت اليونيفيل اللوم في معظمها على القوات الإسرائيلية.

وتحدثت رئيسة الوزراء الإيطالية جيورجيا ميلوني، التي عادة ما تكون واحدة من أكثر المؤيدين لإسرائيل بين قادة أوروبا الغربية، إلى نتنياهو هاتفياً يوم الأحد ونددت بالهجمات الإسرائيلية ”غير المقبولة“، حسبما قالت حكومتها.

ولدى إيطاليا أكثر من ألف جندي في قوة اليونيفيل البالغ قوامها 10 آلاف جندي، مما يجعلها واحدة من أكبر المساهمين بأفرادها. كما أدانت كل من فرنسا وإسبانيا، اللتين تنشر كل منهما ما يقرب من 700 جندي في القوة، الهجمات الإسرائيلية.

وكرر وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس يوم الأحد أن إسرائيل منعت الأمين العام للأمم المتحدة غوتيريش من دخولها، بسبب ما تقول إنه سلوك معادٍ للسامية ومعادٍ لإسرائيل، بما في ذلك فشله في إدانة إيران بشكل كافٍ بسبب هجوم صاروخي.

جنود حفظ السلام يتعرضون للخطر

قد شهدت المنطقة عقوداً من الصراع المستمر، حيث اجتاحتها إسرائيل في عام 1982، واحتلت جنوب لبنان حتى عام 2000، وخاضت مرة أخرى حرباً كبيرة استمرت خمسة أسابيع ضد حزب الله في عام 2006، والتي انتهت بوقف إطلاق النار الذي راقبته اليونيفيل.

كان الهجوم الإسرائيلي ضد حزب الله على مدى الأسابيع الثلاثة الماضية هو الأكثر دموية في لبنان منذ عقود، حيث دفع 1.2 مليون لبناني إلى النزوح من منازلهم ووجه ضربة غير مسبوقة للحزب بقتل معظم قياداته العليا.

ويقول المسؤولون الإسرائيليون إن قوات اليونيفيل فشلت في مهمتها المتمثلة في تطبيق قرار الأمم المتحدة رقم 1701، الذي صدر بعد حرب عام 2006، والذي يدعو إلى أن تكون المنطقة الحدودية في جنوب لبنان خالية من الأسلحة أو القوات غير التابعة للدولة اللبنانية.

وقد أعرب وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن في اتصال هاتفي مع وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت يوم السبت عن ”قلقه العميق“ إزاء التقارير التي تحدثت عن إطلاق القوات الإسرائيلية النار على مواقع قوات حفظ السلام. وحث إسرائيل على ضمان سلامتهم وسلامة الجيش اللبناني الذي ليس طرفاً في النزاع الإسرائيلي مع حزب الله.

الوضع الأمني في خطر

وكان الجيش الإسرائيلي قد طلب من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة أن يبتعدوا عن الطريق، حيث طلب منهم قبل أسابيع الاستعداد للانتقال إلى مسافة تزيد عن 5 كيلومترات (3 أميال) من الحدود ”من أجل الحفاظ على سلامتهم“، بحسب مقتطف من رسالة اطلعت عليها رويترز.

وأبلغ قائد قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة جان بيير لاكروا مجلس الأمن يوم الخميس أن ”سلامة وأمن قوات حفظ السلام باتت الآن في خطر متزايد. لقد ظلوا في مواقعهم ولكن الأنشطة العملياتية توقفت تقريبًا منذ 23 سبتمبر.”

وقال متحدث باسم اليونيفيل يوم الخميس إن الهجمات على برج المراقبة والكاميرات ومعدات الاتصالات والإضاءة حدّت من قدرات اليونيفيل على المراقبة.

وتقول الحكومة اللبنانية إن أكثر من 2100 شخص استشهدوا وجرح أكثر من 10 آلاف شخص خلال أكثر من عام من القتال، خاصة خلال الأسابيع القليلة الماضية.

حالة تأهب قصوى

لا تزال منطقة الشرق الأوسط في حالة تأهب قصوى لقيام إسرائيل بالرد على إيران بسبب إطلاقها في الأول من أكتوبر/تشرين الأول صواريخ بعيدة المدى رداً على الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان.

وقالت إيران يوم الأحد إنه ليس لديها ”خطوط حمراء“ في الدفاع عن نفسها. وبدا أن تصريحات وزير الخارجية عباس عراقجي تهدف إلى الرد على التلميحات بأن إيران ستمتص ضربة إسرائيلية دون رد، كما فعلت في وقت سابق من هذا العام عندما ضربت إسرائيل إيران آخر مرة بعد وابل من الصواريخ الإيرانية.

وذكرت شبكة إن بي سي يوم السبت أن مسؤولين أمريكيين يعتقدون أن إسرائيل قد ضيقت نطاق الأهداف في ردها المحتمل على وابل الصواريخ الإيرانية، وأنها ستهدف إلى ضرب البنية التحتية العسكرية والطاقة. وقالت إنه لا يوجد ما يشير إلى أن إسرائيل ستضرب منشآت نووية أو تغتال مسؤولين في إيران.

أخبار ذات صلة

0 تعليق