أم كلثوم تشدو للعصر الذهبي على مسرح دبي أوبرا - اليوم الإخباري

0 تعليق ارسل طباعة

دبي: مها عادل
نجحت المسرحية الغنائية «أم كلثوم والعصر الذهبي» التي اختتمت عروضها الأحد على مسرح دبي أوبرا، في حصد إعجاب وتفاعل المشاهدين الذين حرصوا على حضور عروضها المستوحاة من قصة حياة كوكب الشرق، منذ بدايتها واكتشاف موهبتها وبزوغ نجمها في العالم، وحتى وفاتها في مشهد تمثيلي مؤثر أبكى الحضور من مختلف الجنسيات والأعمار.
تميزت المسرحية بتقديم أغنيات أم كلثوم عبر غناء مباشر، وليس مسجلاً، وكان حوارها بالإنجليزية لتصل رسالة إحياء التراث الفني والموسيقي لكل الجنسيات وليس للجمهور العربي فقط، وتفردت بأنها لم تسقط في فخ التأريخ لأم كلثوم من خلال الالتزام بالتسلسل الكرونولوجي لقصة حياتها. ولم تلتزم المسرحية بصياغة دراما كلاسيكية بها تصاعد درامي مستمر، بحثاً عن ذروة الأحداث، ونجحت في أن تقدم «الحالة الكلثومية» التي امتدت عبر العصر الذهبي من التاريخ المصري والعربي الذي عاشته وتعايشت معه وأثرته وأثرت فيه. وأسهمت هذه الرؤية المسرحية الواعية لصاحبة الفكرة ومنتجة ومؤلفة العرض، منى خاشقجي، في توظيف الأغاني والألحان بجرعات محسوبة لتتفاعل مع الأحداث وتملأ المسرح بالبهجة والشجن والإحساس.
ولم يكتف العرض العائد لجمهور دبي للمرة الثانية عقب نجاحات عديدة خلال المواسم السابقة لعرضه على مسارح دول عربية، مثل السعودية والأردن والبحرين، بإلقاء الضوء على مسيرة سيدة الغناء العربي فقط، بل بإحياء تراث العديد من نجوم هذا العصر الذهبي من شعراء وملحنين وفنانين الذين رافقوها برحلة الصعود مثل الشيخ أبو العلا محمد وأحمد رامي ومحمد القصبجي ومحمد عبد الوهاب وغيرهم.
عزف مباشر
تضمن العرض الذي يقدم الحوار فيه باللغة الإنجليزية بينما تؤدى الأغنيات بالعربية عزف الموسيقى الحية لأغنيات أم كلثوم من تقديم فرقة أوركسترالية كاملة ما زاد من تفاعل الحضور معها. وكان الجمهور من مختلف الجنسيات والأعمار على موعد مع إحياء تراث أم كلثوم وأغنياتها الشهيرة من خلال أصوات حية ومباشرة على المسرح، وليست مسجلة، لمجموعة من المطربين الموهوبيـن، مثل السورية لبنى قنطار التي تنتمي لعائلة الفنانة أسمهان والموسيقار فريد الأطرش والتي أدت دور أم كلثوم وقدمت مجموعة من أشهر أغنياتها مثل «غنيلي شوية» و«ألف ليلة وليلة» وغيرها. وشمل العرض متكامل العناصر الفنية، التمثيل والاستعراض والرقص والموسيقى والغناء.
روح الأصالة
قالت أنجليكا أنوار، مخرجة العرض: بذلت جهداً لفهم روح العمل والهوية الثقافية لتلك الحقبة الزمنية، انغمست في الثقافة العربية من خلال البحث المكثف، والاستماع إلى القصص الشخصية، والعمل عن كثب مع منى خاشقجي، لضمان الحفاظ على روح الأصالة واستخدمت تقنيات سرد القصص المرئية لتجاوز الحواجز اللغوية، ومعاملة اللغة كأداة تعبيرية بدلاً من عقبة.
وتتابع: مشاعري تجاه أم كلثوم تتمثل في الإعجاب والافتتان. لم تكن مجرد مغنية بل قوة من قوى الطبيعة، وأيقونة ثقافية حمل صوتها آمال وأحزان وصمود الملايين في جميع أنحاء العالم العربي. بالنسبة لي، كوني قادمة من إيرلندا الشمالية، وهي مكان له تراث موسيقي غني، ارتبطت بقدرتها على استحضار مثل هذه المشاعر العميقة من خلال موسيقاها، هناك جودة خالدة في صوتها الذي يبدو حميمياً وملحمياً، ويتحدث إلى الروح البشرية خارج الحدود الثقافية. إن قصتها كامرأة تنجح وتفرض الاحترام في مجتمع يهيمن عليه الذكور ملهمة بشكل خاص بالنسبة لي كمخرجة.

أخبار ذات صلة

0 تعليق