الدراجات الكهربائية في أستراليا.. شعبية وفوضى - اليوم الإخباري

0 تعليق ارسل طباعة

إعداد: مصطفى الزعبي
على مدى العامين الماضيين، أصبحت الدراجات الكهربائية عنصراً أساسياً بالعالم وبمنطقة الأعمال المركزية في ملبورن الأسترالية بشكل خاص، حيث يوفر نموذج الإيجار والركوب للعديد من السكان بديلاً مريحاً وسهل الوصول إليه وصديقاً للبيئة للسيارات أو وسائل النقل الأخرى.
أثار ارتفاع شعبية الدراجات الكهربائية مخاوف بشأن سلامتها وإساءة استخدامها، ما أدى إلى قرار بإلغائها من المدينة تماماً.
إن الحظر الذي فرضته ملبورن تذكير بأنه من أجل أن تكون نماذج الأعمال الدائرية الناشئة ناجحة ومستدامة، يجب إعطاء الأولوية للاحتياجات الأساسية للعملاء والمجتمع مثل السلامة في هذه الحالة.
أنهت بعض المجالس البلدية عقوداً مع أحد مشغلي الدراجات الكهربائية المشتركة، بسبب مزاعم تتعلق بتجاوز الحد الأقصى، واستشهدت مجالس أخرى بمخاوف عامة بشأن استخدامها على الأرصفة والحوادث والاستخدام المتهور ومواقف السيارات لتفسير قراراتها.
وكانت هناك دعوات لتشديد الرقابة، ومع ذلك، تقدم الأبحاث والابتكارات الحديثة في هذه الصناعة حلولاً أفضل وأكثر فاعلية للخروج من هذه المشكلة، تشمل استخدام التكنولوجيا المتاحة، بما في ذلك السياج الجغرافي وأجهزة تحديد السرعة، وتثقيف المستخدمين، ووجدت دراسة جديدة أن العديد منهم لا يعرفون القواعد التي تنطبق عليها في مدينتهم أو ولايتهم.
وفي المقابل، تشن الشرطة أحياناً «حملات مداهمة» ضد سلوكيات استخدام ال«سكوتر»، مثل عدم ارتداء الخوذات، وتركز هذه الجهود على المواقع التي يكون فيها الاستخدام شائعاً أو يُعتبر مشكلة.
ومع ذلك، فإن النطاق الإجمالي لتطبيق القانون محدود. ويدرك الركاب أن فرصة القبض عليهم ضئيلة. فقد قدر مركز أبحاث الحوادث والسلامة على الطرق في كوينزلاند الأسترالية، على سبيل المثال، أنه تم فرض غرامة واحدة فقط لكل 300 رحلة بدون خوذة على دراجات بخارية كهربائية مشتركة في منطقة بريسبان أواخر 2022 وأوائل عام 2023.
وفي كوينزلاند، تركز عمليات إنفاذ القانون على «الخمسة المميتة»، وهي: تشتيت انتباه السائق، والقيادة تحت تأثير الكحول، والسرعة، والإرهاق، والسلوكيات غير المنضبطة.
وعلى الرغم من القلق العام بشأن السلامة، فإن العديد من القضايا على الطرق والمجتمع الأكبر حجماً تفرض بالفعل ضغوطاً على موارد الشرطة، ما يشير إلى الحاجة إلى حلول أخرى لإدارة الدراجات الكهربائية وتقليل الأعباء على الشرطة.
قواعد الطريق
وجدت دراسة أجرها «مركز أبحاث الحوادث والسلامة على الطرق – كوينزلاند» أن راكبي السكوتر الكهربائي (والذين لا يركبونه) ​​لا يعرفون غالباً قواعد الطريق.
على سبيل المثال، أقل من نصف (45%) من مستخدمي السكوتر الكهربائي في كوينزلاند الذين شملهم الاستطلاع يعرفون أن حد السرعة على الطريق هو 25 كم/ساعة. عندما سئل راكبو كانبيرا كان 51% فقط يعرفون ذلك.
وعادةً ما يتبع الناس قواعد الطريق عندما تجبرهم البنية التحتية للطرق على ذلك، والمعروفة باسم الطرق التي تفسر نفسها بنفسها. ومن الأمثلة، طريق الدراجات المنفصل والذي يفصل بين السيارات والدراجات.
في كوينزلاند، يُسمح للدراجات الكهربائية بالركوب في ممرات الدراجات، ولكن فقط على الطرق التي يبلغ الحد الأقصى للسرعة فيها 50 كم/ساعة أو أقل. ولكن عندما يرى راكبو الدراجات ممراً، يفترض الكثيرون أنه مكان آمن للركوب بغض النظر عن حد سرعة السيارة.
فوضى مربكة
تختلف قواعد المرور الخاصة بالدراجات الكهربائية في أنحاء أستراليا والعالم، والمعلومات العامة غير منظمة، ما يضع العبء على المستخدمين أنفسهم للبحث عن القواعد المحلية على مواقع الويب الخاصة بوسائل النقل الحكومية.
في حين تتحمل الولايات مسؤولية وضع قواعد المرور، تشرف الحكومة الفيدرالية على معايير الاستيراد، ويمكن للناس شراء سكوتر كهربائي خاص عبر الإنترنت.
ولا يتفوق مقدمو خدمات الدراجات المشتركة في إعلام المستخدمين بقواعد المرور، فغالباً ما تشجع تطبيقات الدراجات المستخدمين على ارتداء الخوذة، وهو شرط يمكن تجاهله بسهولة.
البنية التحتية
يمكن لتكنولوجيا السياج الجغرافي المقترنة بمراكز مواقف السيارات المخصصة بالمدن أن تقضي على «نفايات السكوتر» في ملبورن، حيث تم إنهاء عقود المزودين، سُمح للسكوتر بالوقوف في أي مكان تقريباً.
على مستوى العالم، أصبحت مراكز مواقف السيارات الكهربائية هي المعيار الصناعي، وهناك العديد من الشركات الجديدة التي تقدم حلولاً متنوعة لمواقف السيارات، ويتيح أحد هذه النماذج ركن الدراجات الكهربائية العامة فقط على الممتلكات الخاصة مثل الفنادق والمباني التجارية المحلية.
وتتضمن أحدث طرازات الدراجات البخارية الكهربائية العامة العديد من ميزات الأمان التي لا تتوفر في الطرازات الخاصة الأرخص. وتشمل هذه الميزات نظام التعليق الأمامي، والعجلات الأكبر، ومنصة القدم الأعرض، والتوجيه والفرامل الأفضل، ومحددات السرعة.
وفي دراسة شاملة، أجريت لمجلس مدينة بريسبان في عام 2023، تمت باعتراض السكان والسياح عشوائياً في الشارع. ووجد أن 83% من المستخدمين و42% من غير المستخدمين يعتقدون أن الدراجات الكهربائية تعمل على تحسين تجربة المدينة بشكل كبير.
وحتى بين غير المستخدمين، لا يزال 65% منهم ينظرون إليها باعتبارها مورداً عاماً. بينما اعتبرها 35% مصدر إزعاج، وتوصلت الأبحاث في أنحاء العالم إلى نتائج مماثلة.
ويستخدم السكان والزوار الدراجات كوسيلة ميسورة التكلفة وخالية من الزحام للوصول إلى العمل أو استكشاف المدينة.

أخبار ذات صلة

0 تعليق